طفولة الامس وطفولة اليوم0

5
طفولتنا الجميلة بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، سيد الخلق وإمام المرسلين ، اللهم صل وسلم عليه تسليما أما بعد اعزائي الكرام ، في مقالتنا هذه سنتطرق الى موضوع الطفولة، تلك الفترة الزمنية الرائعة التي لا تمحى من ذاكرتنا، وسنحاول مقارنتها مع طفولة أبنائنا اليوم ، معنى الطفولة : الطفولة هي فترة من فترات عمر الإنسان تمتد مند ولادة الطفل الى ان يبدأ في البلوغ ، تعتبر هذه الفترة نواة تكوين شخصية الانسان، فخلالها يكتسب الطفل مهارات التواصل مع غيره ويصبح قادرا على الاندماج في المجتمع ، يكون الإنسان في هاته المرحلة تحت وصاية ومسؤولية والديه ولا يمكنه اتخاد اي قرار بنفسه , وكونه لا يتحمل أي مسؤولية وغير متبوع بأي شيء يكون الانسان في فترة الطفولة بعيدا كل البعد عن ضغوطات الحياة وأتعابها، اد يكون همه أنذاك اللعب والاستمتاع بالوقت لا غير، لهذا تعتبر فترة الطفولة أفضل محطة في حياة الإنسان ، طفولة الأمس : من منا ينسى طفولته، او بالأحرى من منا ينسى افضل فترات حياته، لا يوجد احد ينكر جمالية تلك الفترة المحفورة في ذاكرتنا جميعا، نكاد لا ننسى تفاصيل تلك الايام التي كنا فيها صغارا نلعب طوال اليوم غير مبالين، نحفر في الارض ونصنع عربات من علب السمك ونمتطي العصي ونتخيلها خيولا و نجري في كل الارجاء ويتبع بعضنا البعض ، نلعب كرة القدم في الشوارع التي لا تكاد تخلو منا، نجتمع لنلعب الغميضة و الدحل ولعبة الحبل و التزحلق في المنحدرات و نصنع الطائرات الورقية و نصلها بخيط طويل و نطلقها لتحلق في السماء و قلوبنا ترفرف فرحا ، كنا مولعين بالرسوم المتحركة التي كانت رائعة في تلك الوقت، نشاهد ريمي وسالي ونحن في غاية التأتر بقصتهما، ونتابع أيضا الكابتن ماجد و بوكيمون و النمر المقنع و سندباد و عهد الاصدقاء ، كلها رسوم كانت تحرك فينا مشاعر مختلفة وتأخد بنا الى عالم الخيال وتجعلنا نعيش احاسيس كالحزن و الغضب و الفرحة ، كنا نبني منازل صغيرة بالوسادات و نختبئ فيها ، و نخلف فوضى كبيرة في المنزل وكانت الألعاب أكثر شيء نبكي لأجله، نزعج آبائنا صباحا ومساءا لكي يشترو لنا ما نريد من الالعاب، كان إمتلاكها انذاك إمتيازا وحظا عظيما، كانت المسدسات البلاستيكية أكتر شيء يحبه الاولاد من الالعاب، كانوا يقلدون رجال الشرطة و يلاحقون اللصوص ، أما البنات فكن يفضلن الدمى و يتخيلن أنفسهن أمهات و يحرصن على الاعتناء بها ، كانت اياما جميلة وذكريات لا تنسى ولحظات منقوشقة في مخيلتنا تجعلنا دوما نتمنى العودة إليها لنعيش متعتها من جديد ، طفولة اليوم : كانت طفولتنا تتسم بالبساطة والعفوية وهو ما جعلها جميلة على عكس الطفولة التي يعيشها اطفال اليوم، التي مسحت الهواتف نكهتها وجعلتها بدون طعم ، اطفال اليوم تسرق الهواتف أوقاتهم ، صاروا يلعبون في عالم افتراضي لا يرقى لمتعة العالم الواقعي ، يمضون ساعات في العاب الفيديو ومشاهدة الفيديوهات، وهو ما يجعلهم معزولين عن المجتمع، كيف لا و هم يقضون جل وقتهم في غرفهم بدون أصدقاء وبدون رفاق، لا يسعون لامتلاك العاب كما كنا نحن، همهم الحصول على هاتف وألعاب فيديو ، يكادون لا يخرجون من منازلهم، فقط المدرسة هي التي تبعدهم عن البيت، لا يعرفون ألعاب الحبل أو الدحل أو الطائرات الورقية، يعرفون فقط الابل و سامسونك و البلايستيشن، وهي اشياء يجنى من ورائها الضرر أكثر من المنفعة، عزلة ووحدة وبدون اصدقاء، ووقت يمضي بسرعة ، للمزيد من المقالات الادبية الهادفة المرجوا زيارة مدونتي منوعات راقية لياسين معروف لم يعد للطفولة اليوم ذلك الطعم الذي كان لها قديما ، افقدتنا العولمة والحداثة والتقدم ذلك الطعم وصار أطفال اليوم يعيشون فترة طفولة مملة وخالية من كل ما هو ممتع وجعلت طفولتهم افتراضية أكتر ما هي واقعية ، ختاما أشكرك عزيزي القارئ على وقتك وعلى تقتك الصادقة في محتوانا وهذا لن يزيدنا إلا إصرارا على بدل المزيد من الجهد لنكون عند حسن ظنك دائما .
;

التعليقات